كيف تصنع طفل ناجح سعيد ومنتج؟! هذا هو السؤال الذي يطرحه كل أب وأم على نفسهم في مرحلة ما من حياتهم. فالجميع يريد أن يرى أبناءه ينمون ويتطورون ويحققون أهدافهم وأحلامهم، و لكن كيف يمكن تحقيق ذلك؟ هل هناك أسرار أو طرق معينة لتربية طفل ناجح يشعر بالسعادة ويعيش منتجًا؟
في هذه المقالة، سأشارك معكم بعض النصائح والمفاتيح التي ستساعدكم في تحقيق هذا الهدف. ولكن فى البداية، دعونا نعرف ماذا يعنى النجاح والإنتاجية والسعادة بالنسبة للطفل.
ما معنى نجاح الطفل؟....طفل ناجح:
إن النجاح بالنسبة للطفل يعنى تحقيق الطفل لأهدافه الشخصية
والأكاديمية والمهنية بما يتناسب مع قدراته وإمكاناته واهتماماته. ولا يعني النجاح أن يصبح الطفل طبيبا أو مهندسا أو محاميا إذا لم يكن هذا هو حلمه أو رغبته.
بل يعني النجاح:
أن يستطيع الطفل اختيار المجال الذي يحبه ويتفوق فيه ويساهم في تطويره.
فالطفل الناجح هو ذلك الطفل الذى يستخدم قدراته لتطوير مهاراته المتنامية التي تساعده في تكوين سماته الشخصية الإيجابية والتي ستقوده بالتالى إلى حياة ناجحة.
لذا فدور الآباء -لتربية طفل ناجح- يتلخص فى:
أن يساعدوا الطفل على اكتشاف مهاراته واهتماماته الفردية وتوفير الدعم وتنميتها عن طريق توفير بيئة داعمة ومحفزة للنمو الشخصي والاجتماعي والعقلي والجسدي..
كيف ذلك ؟! هذا ما سنذكره فيما يلى.
ماذا تعنى الإنتاجية بالنسبة للأطفال؟....طفل منتج:
الإنتاجية بالنسبة للطفل هي قدرة الطفل على استخدام وقته وطاقته وموارده بشكل فعال ومفيد.فلا تعني الإنتاجية أن يكون الطفل مشغولا دائما بالدراسة أو العمل أو الأنشطة المختلفة.
بل تعني أن يكون لديه خطة وجدول زمني وأولويات وأهداف محددة، وأن يستطيع توزيع جهده وانتباهه بشكل متوازن بين مختلف جوانب حياته.
يعتبر الأطفال المنتجون هم الذين يتمكنون من القيام بالأنشطة والمهام التي تطلب الانتباه والتركيز والإبداع والإنجاز بطريقة فعالة ومؤثرة.
والأنشطة الإنتاجية للأطفال تشتمل على التعلم الفعال، واللعب الإبداعي، والتفكير الإيجابي، وتطوير المهارات الاجتماعية، والمشاركة في الأنشطة المجتمعية.
ماذا تعنى السعادة بالنسبة للأطفال؟... طفل سعيد:
إن السعادة تعنى شعور الطفل بالرضا والامتنان والفرح بما يحصل عليه من نعم وبركات. فى الواقع، لا تعتمد السعادة على الظروف الخارجية أو المادية فقط، بل على الحالة الداخلية للطفل.
فلا تعني السعادة أن ييحصل الطفل على كل ما يرغب به من أشياء أو أشخاص، بل تعنى أن يكون قادرا على تقبل الظروف والأضاع والتكيف مع ما يحيط به من المشاكل، بجانب إظهار شكره والثقة بالله.
بعد أن حددنا مفاهيم النجاح والإنتاجية والسعادة، دعونا نتعرف على أهم الطرق والنصائح التى تساعدكم على تربية أطفال ناجحين منتجين وسعداء:
كيف تصنع طفل ناجح سعيد ومنتج؟
1-اغمر أطفالك بالحب والمودة والاهتمام
إن الحب والمودة والاهتمام هي من أهم العوامل التي تساهم في تنشئة طفل سعيد وصحي ومتوازن نفسياً.فهم الأساس الذي يجعل الطفل يشعر بالأمان والراحة. كما أنهم شروطا أساسية لبناء علاقة قوية ومستدامة بينك وبين طفلك.
لذلك، يجب على الوالدين أن يغمروا أطفالهم بالحب والاهتمام بطرق مختلفة، مثل:
- الاستماع إلى أطفالهم بصدق واحترام وتشجيعهم على التحدث عن مشاعرهم وآرائهم واحتياجاتهم.
- الانتباه إلى اهتمامات أطفالهم وهواياتهم وإظهار تقدير لإنجازاتهم وجهودهم.
- المشاركة في أنشطة أطفالهم المفضلة وإقامة لحظات ممتعة معهم.
- تقديم الدعم والتوجيه والنصح لأطفالهم عند الضرورة، دون التسلط أو التقييد أو الانتقاد.
2. كن شخصًا أكثر سعادة وأقل توتراً:
أثبتت الأبحاث أن البالغين ينجحون في العمل عندما يكونون سعداء وأقل توتراً . وينطبق الشيء نفسه على الأبوة والأمومة. وجدت كارولين وفيليب كوان ، علماء النفس في جامعة كاليفورنيا ، أن الآباء السعداء هم أكثر عرضة لإنجاب أطفال سعداء .
ووفقًا للأخصائيين النفسيين ، "لا يكون أداء الأطفال جيدًا إذا كان الكبار _أى الأب والأم- لا يهتمون بأنفسهم وعلاقاتهم".
وجدت الأبحاث التي أجراها عالم الاجتماع في جامعة بولينج جرين ستيت كي نوماجوتشي أن:
ضغوط الأمهات، خاصة عندما تتعرض الأمهات للتوتر بسبب الضغط فى العمل ومحاولة إيجاد وقت مع الأطفال ، قد يؤثر ذلك في الواقع على أطفالهن بشكل سيء."
3- التحفيز …تعزيز ثقة الطفل بنفسه:
التحفيز و غرس ثقة الطفل بنفسه هما من أهم العوامل التي تساعد على تنمية شخصية الطفل وقدراته ومواهبه. فالطفل الذي يشعر بالتقدير والاحترام من قبل أهله ومعلميه وأصدقائه يكون أكثر ثقة بنفسه وأكثر قدرة على التعلم والإبداع والتفاعل مع الآخرين.
لذلك، يجب على الآباء والأمهات والمربين أن يحرصوا على تحفيز الطفل وتشجيعه على إبراز إيجابياته وتحسين نقاط ضعفه، وذلك عن طريق:
-الإشادة بالطفل عندما يقوم بعمل جيد أو يحقق نجاحاً مهماً كان صغيراً، وتجنب المقارنة بينه وبين إخوته أو زملائه.
- تقبل الطفل كما هو بدون تغيير شخصيته أو مظهره أو هواياته، والتأكيد على أن كل طفل لديه مميزات خاصة به تجعله فريداً من نوعه.
- إشراك الطفل في اتخاذ القرارات المتعلقة بحياته اليومية، مثل اختيار ملابسه أو لعبته أو نشاطه المفضل، وذلك لزيادة شعوره بالمسؤولية والاستقلالية.
- توفير بيئة آمنة ومحبة للطفل، حيث يشعر بالدعم والتفهم من قبل أفراد الأسرة، وتجنب التعامل معه بالعنف أو الصراخ أو السخرية أو الانتقاد المستمر.
- تشجيع الطفل على المشاركة في الأنشطة التي تناسب اهتماماته وقدراته، سواء كانت دراسية أو رياضية أو فنية أو اجتماعية، وتقديم المساعدة والإرشاد عند الحاجة.
- تحدي الطفل بإعطائه مهام وأهداف تحتاج إلى جهد وإصرار من جانبه، مع مراعاة عدم تجاوز قدراته أو تحطيم طموحاته، والثناء على محاولاته حتى لو لم تكن ناجحة.
- تقديم نماذج إيجابية للطفل يستطيع أن يقتدي بها في سلوكه وأخلاقه، سواء كانت من داخل الأسرة أو من خارجها، مثل الأصدقاء أو المشاهير .
- استخدام العبارات التحفيزية وعبارات النجاح الخاصة بالأطفال.
لكن من المهم والضرورى الانتباه أن الطريقة الصحيحة للتحفيز والتشجيع ليست دائمًا بقول "برااااافو" أو "أنت الأروع ليس لك مثيل" وما يماثلها من عبارات التحفيز.
فعلى الرغم، من أن هذه الكلمات هامة وأن عبارات النجاح التحفيزية للأطفال لها دور كبير فى تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتحفيزهم للنجاح، إلا أن الإفراط في استخدامها دون توازن يجعل الطفل منتظرا للتقييم من الآخرين والتصفيق والمدح المستمر لأفكاره وأفعاله. وعندما يفتقد المدح، يشعر الطفل بالإحباط ويتوقف عن السعى والعمل.
ولكى نتجنب ذلك فعلينا أن نعرف الطريقة الصحيحة لتشجيع الأطفال وهو ما لخصته "دعاء كرسون" موجهة المنتسورى ومدربة تربية إيجابية للوالدين فى هذا المقطع:
بناء الثقة بالنفس عند الأطفال | اعرفي ازاي تشجعي طفلك بشكل صحيح:
4-امدحهم بشكل صحيح:
لكن، عقلية النمو تعتقد أنه يمكن تطوير المواهب بمرور الوقت، وأن تعلم المهارات ببذل الجهد كافٍ.
تنطبق هذه الفكرة على كيفية مدح أطفالك. فعندما يحصلون على درجة عالية في اختبار علمي أو يفوزون بكأس كرة قدم ، قم بمدحهم على جهدهم وما قاموا به من عمل شاق، بدلاً من إخبارهم بأنهم أذكياء أو موهوبون ولا مثيل لهم.
فعلى الرغم من أن هدفنا هو مدح أطفالنا ، فإن مدحهم على صفاتهم الفطرية فقط؛ يؤدى إلى نمو العقلية الثابتة والتى يمكن أن تقلل من ثقتهم بأنفسهم عندما يحاولون ولا ينجحون فى ما يفعلونه.
وعلى العكس فإن تشجيع الأطفال ومدحهم على مجهوداتهم فى ما قاموا به من أعمال؛ يساعد على تطور عقلية النمو عند الطفل.ويساهم ذلك، فى زيادةثقة أطفالنا في قدراتهم على التعلم وحل المشكلات.
5-شجع أطفالك على الاحتفاظ بدفتر الشكر والامتنان.
كيف يمكن البدء في الاحتفاظ بدفتر الشكر والامتنان؟
الخطوة 2: كل ليلة قبل النوم ، يقوم بكتابة شيئين إلى ثلاثة أشياء يشعر ناحيتها بالشكر أو الامتنان. ( لا تقلق بشأن حجم هذه الأشياء "كبيرة" أو "صغيرة".)
فيما يلي بعض الأمثلة لما قد يكتبونه:
- صحة جيدة.
- أسرة محبة.
- غروب الشمس الجميل.
- وجبة الدجاج اللذيذة.
- حركة مرور سلسة في طريق العودة إلى المنزل.
6-لوحة الشرف والميزات… فكرة عملية لصناعة طفل ناجح وسعيد
7-اهتم بالاستثمار فى التعليم وتشجيع القراءة:
"وجدنا أن العامل الوحيد الأكثر أهمية في التنبؤ بالتحصيل الأكاديمي اللاحق هو أن الأطفال يبدأون المدرسة بإتقان مفاهيم الرياضيات والقراءة والكتابة المبكرة".
فالمهارات المتعلقة بالانتباه ، وإن كانت أكثر تواضعًا ، إلا أنها تتنبأ بالإنجاز باستمرار التعلم.
8-اللعب مع الأطفال
9- الاستقلالية تصنع طفل ناجح:
تعتبر الاستقلالية من أهم الصفات التي يمكن أن يكتسبها الطفل، حيث تعزز الثقة والاحترام الذاتي وتساعد على بناء علاقات اجتماعية قوية ومؤثرة في الحياة. وعلاوة على ذلك، تمنح الطفل الاستقلالية الحرية لتجربة الحياة بشكل كامل وتعلم دروسها المهمة، وهذا ما يساعد على بناء شخصية ناجحة في المستقبل.
في حين أن الاعتماد على الآخرين قد يعرقل تطور الطفل ويحد من إمكانياته، يؤدي الاستقلال إلى تحفيز الطفل على الابتكار والتفكير الإبداعي، وتعزيز مهاراته الحياتية الأساسية مثل التركيز والانضباط الذاتي والمساعدة الذاتية والتعاون والثقة بالنفس، وهي مهارات أساسية لنجاح الطفل في حياته الشخصية والمهنية.
وبالإضافة إلى ذلك، يساعد تعليم الطفل الاستقلالية على تطوير مستويات وعيه وحساسيته تجاه الآخرين، مما يعلمه المساعدة في المجتمع والمشاركة فيه بطريقة فعالة وإيجابية. كما يتعلم الطفل من خلال الاستقلالية الشعور بالمسؤولية، والتزامه بالقيم والمبادئ الأخلاقية، مما يعزز شخصيته ويجعله أكثر قدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة في الحياة.
وبشكل عام، يعد تعليم الطفل الاستقلالية أمراً مهماً جداً، حيث يساعد الطفل على بناء شخصية ناجحة ومستقلة، ويجعله قادراً على مواجهة التحديات والصعاب في الحياة بثقة واطمئنان
10-ممارسة الهوايات تزيد السعادة والإنتاجية:
11- علمهم أن يكونوا "مثابرين".
أنجيلا دكوورث ، أستاذة علم النفس المتميز في كريستوفر إتش براون في جامعة بنسلفانيا ، تُعرِّف العزيمة بأنها "شغف ومثابرة لتحقيق أهداف طويلة المدى بشكل خاص."
يمكنك تعلِيمهم العزيمة من خلال محاولة تنمية شيء يجذب انتباههم في البداية ، لكنهم مع الوقت يصبحون على دراية كافية بحيث يستيقظون في اليوم التالي وفي اليوم التالي وفي العام التالي ، ولا يزالون مهتمين بهذا الشيء .بعد ذلك ، شجع أطفالك على الاستمرار في الممارسة وربط الغرض بعملهم الشاق.
12.التواضع … وصفة دكتور مجدى يعقوب للنجاح:
الشغف -المثابرة - التواضع.
فالتواضع فى العلم أساس النجاح، لأن التواضع يدفعك لزيادة معرفتك وعلمك؛ مما يزيد من فرص نجاحك.
13.الانتاجية هى مفتاح النجاح....كيف تصنع طفل منتج؟
يمكن أن يؤثر الإنتاجية الإيجابية للأطفال على العديد من المجالات الحياتية، مثل تحسين مستوى التعلم والتحصيل الدراسي، وتعزيز الثقة بالنفس والمثابرة، وتحسين العلاقات الاجتماعية والعاطفية، وتطويرمهارات القيادة والإدارة، وتحسين الصحة النفسية والعامة، فالإنتاجية هي مفتاح النجاح.1- قم بعمل قائمة مهام:
2. كن ذكيا مع التكنولوجيا:
وفقا لاستطلاع أجرته Common Sense Media ، يقول 50٪ من المراهقين إنهم مدمنون على هواتفهم المحمولة. على الرغم من أنه لا يمكن إنكار أن التكنولوجيا تلعب دورا حيويا في العالم ، إلا أنها يمكن أن تكون ضارة بشكل لا يصدق. يمكن أن يؤدي إدمان التكنولوجيا إلى القلق والاكتئاب ومجموعة من المشاكل العقلية والجسدية الأخرى. لضمان عدم تعرض أطفالك للوسواس ، علمهم استخدام التكنولوجيا بشكل منظم ومنتج.
3. اجعل التمرين أولوية:
4. إدخال الأعمال المنزلية:
5. تعليم طرق التأقلم:
6. اجعل الدروس ممتعة:
14الاهتمام بالتغذية والصحة النفسية:
يجب أن تحرص على توفير تغذية صحية لطفلك وتعليمه كيفية الاهتمام بصحته وتناول الأطعمة الصحية والمتوازنة. كما يجب أن تعتني بصحة نفسية طفلك وتساعده على تعلم كيفية التعامل مع المشاعر السلبية وتحسين مزاجه، وذلك سيساعد على تحقيق السعادة والنجاح في حياته.
اقرأ أيضًا: 10 أطعمة لتحسين المزاج | علاج الحالة النفسية
15- التواصل الجيد عن طريق استخدام لغة الجسد:
يجب أن تكون لديك علاقة جيدة مع طفلك وتتحدث معه بشكل منتظم، وتساعده على التعبير عن مشاعره وأفكاره بشكل صحيح.
يمكن تعريف لغة الجسد بأنها عملية التواصل غير الشفوي، ونعنى بلغة الجسد جميع الحركات غير الكلامية التي نستخدمها للتواصل مع الآخرين لنقل المعلومات لهم.
فلغة الجسد هى كل ما يصدر عن الإنسان من حركات أو إشارات أوإيماءات غير لفظية. ويتمثل ذلك فى تعابير الوجه كالحزن أو الفرح، أوالإشارات كاستخدام اليد فى التلويح، أو وضعيات الجسم عند الوقوف أو الجلوس.
فإذا استخدم الأهل هذه اللغة في تربية أطفالهم، فسيساعدونهم على فهم العالم من حولهم وتحسين التواصل وتنمية مهارات التفاوض والقيادة.
ولتتعلم لغة الجسد ، يمكنك قراءة هذه المقالة:
باختصار، يمكنك صناعة طفل ناجح سعيد ومساعدته على الانتاج والانجاز في الحياة من خلال توفير بيئة صحية وإيجابية وتشجيعه على التعلم والتطوير والقراءة والتواصل الجيد والاهتمام بصحته وتعليمه كيفية تحقيق أهدافه التعليمية والمهنية. فعليك أن تكون داعمًا لطفلك وتعطيه الحب والاهتمام الذي يحتاجه للنجاح في الحياة.
0 تعليقات