كيف تطور من طموحك؟ | والت ديزني

كيف-تطور-من طموحك-والت-ديزني

الإنسان بطبعه يسعى وراء التطوير. لتسهيل الحياة و إشباع رغبته في تحقيق النجاح.و السعى وراء التطوير دا هو ما يسمى بالطموح. الطموح في أبسط صوره، زي أنه يحسن من مستواه الإجتماعي و الثقافي فيبدأ يدرس. يحسن من مستوى المعيشة فيشتغل أكتر. توفير الوقت و المجهود فيشتري عربية. و غيرها كتير من الأمثلة للسعي وراء التطوير.

لما بيكون عندك طموح، دائماً ما هتسعى للتطوير. تطوير الذات، تطوير المهارات، تطوير التفكير ، أي تطوير و كل تطوير هيساعدك توصل لطموحك. المهم أنك هتطور. لكن عمرك فكرت تطور من طموحك نفسه؟ بمعنى آخر أن طموحك يكون بلا حدود، دائماً تسعى للتطوير من الفكرة. لأن ببساطة كل التطوير اللي بتسعى إليه، يتلخص في تطوير الفكرة. و هذا ليس تقليل من أي تطوير هتقوم بيه لنفسك، لكن هيكون عشان نفسك. لو عايز تطور طموحك بجد، محتاج تشتغل على الفكرة نفسها. أخلق منها أفكار فرعية. أشتغل عليها و كبرها. ضيف عليها أفكار تانية تدعمها. أو ضيف عليها أفكار مختلفة عنها، تجعل منها فكرة مميزة.

الفكرة ممكن تكون وليدة اللحظة، لكن عشان يكون عندك طموح، طبيعي هترسم خطوات للوصول إلى الفكرة. لكن التطوير من الفكرة يحتاج إلى عصف ذهني، لوضع كل الإحتمالات الممكنة، و الطرق المتاحة. و يحتاج إلى عرض كل الأفكار الذهنية و التوصيل بينها، لتتمكن من وضع الأهداف التي تساعدك على تطوير الفكرة.

تحديد الأهداف

كلنا نمر بفترة من التوهان. أنت مش قادر تحدد أنت عايز إيه. و هذا طبيعي خصوصاً في مرحلة التخرج. ها هي الشهادة التي لطالما حلمت بالحصول عليها. و ماذا بعد؟ انطلق نحو المستقبل و تحقيق الخطط المؤجلة. و بعد شهر واحد من تخرجك تجد نفسك، إما بالبيت محبط و أحلامك محطمه، أو بالعمل الذي سعيت إليه و أيضاً محبط و أحلامك محطمه. و عقلك لا يستطيع إستيعاب الصدمة بالواقع المرير، الحياة ليست كما خططت لها. و أحياناً تتهم نفسك بالفشل.

أنت لست فاشل، و الواقع ليس مرير. لكنك تسرعت في رسم الخطط و وضع الأهداف، قبل أن تكتشف قدراتك الحقيقية على أرض الواقع. و قبل أن تجرب الأمور على الطبيعة. الأمور لن تكون بهذا السوء لو لم تضع كل هذه التوقعات. على أي أساس مبنية هذه التوقعات؟ تجارب السابقين؟ حتى إن كانت تجاربك السابقة، فكم مر عليها من الوقت؟ الدنيا في تطور دائم و لا تنتظر أحد. التجارب السابقة تعطيك دروس و خبرات، لتستطيع التخطيط بشكل أفضل. لكن ليست مقياس للحياة. قبل أن تحكم من خلالها تعرف على ما هو جديد. و كف عن إصدار الأحكام و أبدأ في وضع أهداف جديدة.

بحكم تطور الحياة، عليك أن تتطور بدورك. الأهداف ليست ثابت من ثوابت الرياضيات. و التطوير يحتاج منك المرونة. و أول خطوة في طريق المرونة، أن تملك الشجاعة للتغيير في الوقت المناسب. حتى تستطيع الوصول إلى طموحك.

و قد مررنا بقصص نجاح عظيمة، كان الأصل وراء ذلك النجاح هو الطموح. فلم يكن الطرد عائق فى نجاح ستيف جوبز. و لم تكن البيئة غير الملهمة عائق في نجاح جيم كاري. أما والت ديزني فلم يكن النجاح كافي، و كان دائماً يسعى نحو تطوير طموحه.

والت ديزني

والت كان عاشق للرسم و التلوين. كان يبيع رسوماته لأصدقاء العائلة منذ الصغر. كان يعلم أن الرسم هو طموحه الذي سيسعى وراءه دائماً. كانت عائلته كثيرة السفر و التنقل. مما جعله يحب القطارات. للدرجة التي جعلته يعمل في المحطة بائع للجرائد و المقبلات في إجازاته الصيفية.

دخل ديزني المدرسة الثانوية، و منها بدأ رحلته في التطوير. بدأ بتطوير نفسه أولاً، فكان يأخذ دروس رسم و تصوير بالمدرسة. و كان ديزني هو رسام الكاريكاتير في مجلة المدرسة. و كان يأخذ دروس في معهد الفن بشيكاغو بالمساء بعد إنهاء المدرسة. أراد أن يلتحق بالجيش لكنه كان تحت السن، فأنضم للهلال الأحمر لمدة سنة. ثم عاد باحثاً عن عمل في الجرائد كرسام كاريكاتير.

لم يوفق والت في أول جريدة عمل فيها. و كان السبب في رأي رئيس التحرير أنه "غير مبدع بما فيه الكفاية حتى يكون رسام". لكن أخوه ساعده في الحصول على وظيفة في أستوديو فني، و من هنا تم أخذه للعمل في شركة إعلانات شهيرة. و بدأ ديزني في تطوير طموحه. كان يفكر في عمل شركته الخاصة للرسوم المتحركة. صوّر ديزني أول عمل له و كان Laugh-O-Gram الذي سرعان ما أصبح مشهوراً. مما ساعده على توسيع الشركة. ثم قام بعمل أستوديو خاص به مع أخوه و صديقه.

ميكي ماوس

رسم ديزني ميكي ماوس أثناء رحلته في أحد القطارات. لم يكن يعلم ماذا يرسم، فقط كان يخط بعض الخطوط على ورقة أثناء الرحلة. و من هنا ولد الفأر الشهير ميكي. والذي لم يكن شهير منذ البداية. فقد أخرج ديزني كرتون ميكي ماوس و لم ينجح في أول مرتين. في المرة الثالثة فكر ديزني في أضافة صوت للكرتون. و كان ديزني هو من يقوم بأداء صوت ميكي ماوس. كانت أضافة الصوت هو التطوير الذي أخرج ميكي ماوس للشهرة.

بعد النجاح العظيم الذي حققه ميكي ماوس، كان ديزني قد بلغ النجاح و الشهرة معاً. لكنه كان يسعى نحو تطوير طموحه. و ظل ديزني في رسم المزيد من الشخصيات التي لطالما أحببناها. و التي ما زلنا نشاهدها. و برغم وفاة ديزني إلا أن اسمه راسخ في أذهاننا. نسارع على السينمات كلما أصدرت ديزني فيلم جديد. نصطحب أطفالنا و نحن نعلم كم سيحبون أفلام ديزني كما أحببناها نحن و ما زلنا نشاهدها.

ديزني لاند

الفكرة بدأت لما ذهب ديزني مع أبنته للملاهي و كان يشاهدها من بعيد تلهو و تلعب. كان يحلم ديزني في بناء ملاهي يستمتع بها الكبار و الصغار. حيث تلعب العائلة كلها معاً. من هنا ولدت فكرة ملاهي ديزني لاند. كان وقتها المتنزهات و الملاهي غير آمنة و غير نظيفة. و كان حلم ديزني أن تكون ديزني لاند مكان مختلف عن ما كان معتاد وقتها.

بدأ ديزني بعرض الفكرة على أحد المصممين. و أخذ يزور متنزهات و ملاهي أكثر. حتى يستطيع تطوير الفكرة. و بدأت الفكرة في التطوير. و زاد عدد المصممين القائمين على المشروع. بالفعل تم تصميم ديزني لاند بالشكل الذي تمناه ديزني، لتكون ديزني لاند هي " أسعد مكان في العالم" كما يطلق عليها حتي اليوم. و برغم أن الافتتاح كان أقل ما يقال عليه كارثي، من كثرة الزوار. لكن ديزني ظل متفائلاً. و كان أول من أطلق عليها " المكان السعيد". و تم فتح عدة فروع لها، حتى بعد وفاة ديزني. و ما زالت حتي يومنا هذا أسعد مكان في العالم يسعى إليه الزوار من جميع أنحاء العالم. و كل الفضل يرجع لسعي ديزني في تطوير طموحه.

كيف تطور من طموحك

التطوير من الطموح يعتمد على طريقة التفكير. يوجد طريقتين للتفكير إما التفكير بعقلية جامدة لا تقبل التغيير، أو التفكير بعقلية النمو تشجع على التطور. أصحاب العقلية الجامدة مقتنعون أن المهارات أساس كل شئ. و تكون هبة يولد بها الإنسان. لكن أصحاب عقلية النمو يؤمنون بالتطوير و يدركون أنه يأتي من الاجتهاد و السعي. فإذا أردت السعي وراء طموحك و التطوير من أفكارك عليك أن تكون صاحب عقلية متفتحة. عليك أن تتقبل التغيير.

التطوير يحتاج تطوير و تجديد. سواء تطور من مهاراتك، أو تكتسب مهارات جديدة. تتعلم تكون أكثر مرونة، عشان تقدر تواكب التغيير. الإستمتاع بالتحديات من مميزات عقلية النمو. لأن التحديات تساعد على إخراج قدراتك الدفينة. و التعرف على نقاط القوة و الضعف، للعمل على تطويرهم. و بذل الجهد للوصول إلى الطموح. لذلك إليك بعض النصائح لتكون صاحب عقلية نمو:

  • حدد أي عقلية تفكر بها (و خليك صريح مع نفسك).
  • أعد التفكير في وجهة نظرك عن الفشل و تعلم من أخطائك.
  • كن متفائل، لكن واقعي.
  • لاحظ كيف تتحدث و تتصرف.
  • تعلم أن تكون مَرِن أكثر.
  • تعامل مع التحديات على أنها فرص.
  • أبدأ استعمال جملة "حتى الآن" بعد أي فعل يصعب عليك.

و تذكر دائماً أن الطموح ليس له حدود، لكن الحدود في عقولنا.



0 تعليقات